لا يستقيم أي بناء مالم تكن دعائمه قوية ومتينة،
والمجتمع المسلم قائم على أخلاق أفراده، يرتقي بمقدار سمو أخلاقهم ويزدهر بمقدار تمسكهم بها.
وعلى هذا جاء كتاب خُلُق المسلم لمحمد الغزالي، حيث ضم الكتاب عشرون فصلاً شملت أهم الأخلاق الإسلامية التي ينبغي للمسلم التحلي بها والسعي لبلوغ أعلى درجاتها.
سواء كانت تلك الأخلاق بين الفرد وذاته أو بينه وبين ربه أو علاقته بمجتمعه.
وما يميز أسلوب الغزالي شرحه المبسط وتعزيز كتاباته بشواهد القرآن وما صح من السنة وأخبار الصحابة.
يحتوي الكتاب على ٢٤٠ صفحة، ومن أكثر الكتب حاجة لإعادة إحياءه بنشره وتذكير القراء به، فنحن أحوج ما نكون لمجتمع يقوم على القوة مع الإخاء، على الصبر مع العزة، وعلى تعلم أدب التخاطب والحديث كما استغلال الوقت وتعظيم دوره.
والمتأمل في حال المجتمع اليوم يرى أننا بحاجة ملحمة للتنويه على أن الرحمة فيما بيننا ليست ضعفاً بل قوة ،وأن الحياء مفقود في الجيل الجديد، كما ان اختلال التوازن بين حق الجسد وحق العقل وحق الروح من أخطر آفات العصر،
وهذا الكتاب بصفحاته يعالج تلك المشاكلات ويسلط الضوء على خير الأخلاق وأجلّها.
بقلم بتول وطفة