لا تصنف السعادة على أنها شعور دائم، ولا يمكننا الإحساس بها بعد اتباع خطوات معينة، أو جراء تناول كبسولة سحرية، بل هي حالة نسبية مؤقتة تزيد وتنقص حسب تفاعلات المخ مع مجريات الحياة.
لا يعلمك الكتاب كيف تكون سعيداً؛ بل يُسلط الضوء على الأوقات التي كنت فيها سعيداً، فيدخل داخل المخ ويشرح بلغة مبسطة ما لذي جعل هذه الأحداث سبباً لسعادتك! وكيف تتحكم تفاعلات المخ الكيميائية من رفع منسوب السعادة في يومك؟
وفي كل فصل يستضيف الكاتب شخصاً مشهوراً من المفترض أنه يملك مقومات السعادة ليسأله ويحاوره عن آراءه ونسبة سعادته، كلٌ حسب الدور الذي يشغله في الحياة.
الكتاب مقسم إلى ٨ فصول، بدأها بشرح معنى السعادة الكيميائية وطريقة تفاعل المخ معها، ثم أتبعها بمقومات السعادة حسب ما توصل إليه والتي تتخلص بوجود منزل وعمل وعلاقات اجتماعية جيدة بالإضافة لعلاقة حب لطيفة ووجود نسبة للضحك والمزاح في الحياة.
وفي الفصليين الأخيرين يشرح كيف أن سعادة كل شخص تتغير وتختلف حسب نضوجه العمري والفكري ويؤكد على عدم وجود سعادة دائمة بل هي شعور متجدد بتجدد أسبابه، وأن التركيز بالبحث عنها يفقدنا الإحساس بها.
الكتاب مؤلف من ٤٠٠ صفحة وكاتبه طبيب وعالم أعصاب ولكنه مكتوب بلغة لطيفة وأسلوب لا يخلو من النكتة، كما يشرح المصطلحات العلمية الصعبة بأسلوب بسيط مناسب لكل القراء.
ولا يسعني بعد قراءة الكتاب إلا أن أربط بين أسباب السعادة الأساسية التي ذكرها الكاتب وبين حديث رسول الذي يبين لنا فيه ما هي مقومات الحياة الأساسية فيقول عليه الصلاة والسلام" من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا "
وختاماً سنكتشف أننا جميعاً نملك نصيباً من السعادة قلّ أو كثُر وأن نسبة التفاوت بسيطة ومؤقتة ولكن الإنسان يغض الطرف عما لديه ويبحث بعيداً...
بقلم بتول وطفة
بقلم بتول وطفة