سندباد: أكثر من مجرد مكتبة

عندما هاجرنا إلى السويد، واجهنا واقعاً آلمنا وألهمنا في آن واحد. لقد رأينا العديد من الأطفال العرب يكبرون دون القدرة على التحدث بلغتهم الأم، أو حتى فهمها.

تكمن خطورة هذا الأمر، في أن هؤلاء الأطفال يترعرعون في بيئة لا تنتمي إليها جذورهم، وقد أضاعوا مفتاح التواصل مع قيمهم وتراثهم وثقافتهم الأصلية، وحتى بالنسبة للكثيرين منهم مع دينهم.

ليس الأمر مجرد جهل باللغة الأم، بل يتعدى ذلك إلى قطع الروابط الأسرية، حيث يفقد هؤلاء الأطفال القدرة على التواصل مع أقاربهم الذين بقوا في أوطانهم، ومع أقاربهم الذين حطوا رحالهم في بلاد أوروبية أخرى.

والجانب الأهم، هو أن يحرم هؤلاء الأطفال من قراءة وفهم القرآن الكريم.

عند رؤيتنا لهذا الوضع، شعرنا بمسؤولية كبيرة للتحرك. كنا نعلم أننا لسنا وحدنا من ينتابه هذا الشعور، فالعديد من الآباء العرب من حولنا كانوا يشعرون بالقلق نفسه. كانوا يريدون أن ينقلوا لأبنائهم ليس فقط لغتهم، بل هويتهم، وقصصهم، وقيمهم، وقد قررنا أن نساعدهم ونساعد أنفسنا وهكذا ولدت فكرة سندباد.

في البداية، كانت مهمتنا متواضعة، تزويد الآباء العرب بالأدوات التي يحتاجونها لتعليم أطفالهم اللغة العربية بطريقة سهلة ممتعة ومتاحة للجميع. ولكن ما بدأ بمجموعة صغيرة من كتب الأطفال سرعان ما تحول إلى شيء أكبر بكثير.

ومع نمو سندباد، نمت رؤيتنا أيضاً. أدركنا أن تعلم اللغة لا يتعلق فقط بالكلمات؛ بل بالتواصل مع تراث ثقافي وروحي وديني غني. ومع هذا الفهم، وسعنا نطاق منتجاتنا لتشمل العناصر والأدوات الإسلامية الأساسية في الحياة اليومية – مثل سجادات الصلاة، حامل المصحف، وغير ذلك. وقد أدركنا أن سندباد باتت أكثر من مجرد مكتبة.

بالإضافة لموقعنا الإلكتروني، قد قمنا بإطلاق معارض سندباد التي تجول في مدن السويد المختلفة في كل عام، وقد كان لدينا 12 معرض كتاب في عام 2024.

اليوم، سندباد هو أكبر علامة تجارية في السويد في هذا المجال، لكننا لن نتوقف هنا. بدعم مجتمعنا، نحن في طريقنا للوصول إلى جميع أنحاء الدول الإسكندنافية وإلى ما بعدها. هدفنا هو مواصلة كسر الحواجز، وتعزيز الروابط بين العائلات ولغتها وثقافتها ودينها- عائلة تلو أخرى. هذه ليست مجرد أعمال تجارية، بل إننا متحمسون لنكون جزءاً من مستقبل أبنائنا.