نُنسب إليه، ولا نعلم عنه سوى سجود الملائكة له ثم أكله من الشجرة فطرده من الجنة.
لم نتأمل كيف! ولماذا؟
في أعماقنا نُحمّله مسؤولية وجودنا على الأرض بعد خروجه من الجنة، ولم نتفكر لندرك أنا خُلقنا من الأرض وللأرض، أما مصيرنا فالجنة.
بثلاثمائة صفحة ممتلئة بالتأملات؛ يفتح بصيرتنا لمهمة الإعمار والسعي، ويُعيد تجديد العهد بيننا وبين الله في استخلافه لنا، ويربط أواصر النسب بيننا وبين آدم الإنسان، يُزيل بها شوائب العتب واللوم على خطيئة تاب الله به عليها ولم نغفرها له.
علمني آدم أن الخطيئة مهما عظمت ليست نهاية الرحلة، وأن الطريق أطول من الوقوف طويلاً ندماً وألماً ، وأن المهمة أصعب من مجرد امتناع عن محظور، وأن طريق المغفرة يَقصُر كلما سارع المرء بالاعتراف والاعتذار والتوبة.
من الطين نحن وفينا خصائصه وتعترينا مراحل تكونه.
من روح نحن وتسري فينا نفحتها ونشتاق إلى العالم العلوي الذي جاءت منه.
ومع كتاب يروي قصة الحياة وكيف عاشها آدم، يُفند ما نُسب إليه ويُسلط الضوء على مهمته كما اقتبسها من هدي القرآن، يجعلك تستشعر عِظَم المهمة، فتقف وتنظر
أين أنا منه!
وكم عققت والدي الأول بأفعالي! وهو أولى بالبِرّ من غيره.
يمتاز أسلوب الدكتور سلمان بالفصاحة السلسة، ويغدق علينا بكلماته إحساساً ويغمرنا مشاعراً بالأبيات الشعرية التي يلحقها، ويحرك بحروفه وتأملاته وتساؤلاته رواسب العقل.
فرّج الله عنه وآنسه في وحدته.
بقلم بتول وطفة
بقلم بتول وطفة