"لستُ حياً بما يكفي لأقول إن ما أعيشه هو حياة، ولستُ في الآخرة؛ إذ لا تبدو من هنا جنة ولا نار..
لستُ في الدنيا فآكل مع أهلها وأشرب، ولستُ في الآخرة فأجازى وأُحاسَب، فأين أكون إذاً؟"
تسعة عشر: رواية خيالية فلسفية تحاكي حياة البرزخ كما تخيلها العتوم.
ثلاثمائة صفحة كفيلة بإغناء حصيلتك اللغوية والشعرية والتاريخية والأدبية.
تدور أحداث الرواية حول شخصية واحدة غير مسماة، تبدأ بين جدران القبر، وتتركك بعد ذلك وحيداً تفتش في عالم الأرواح عن معالم حياة آدمية، محاطاً بذكرياتك ومخاوفك وهواجسك.
تعيش مع أحداثها في رحلة باذخة الخيال، حيث تلتقي بالعلماء والأنبياء والشعراء والحكماء، وينتهي بك المطاف في زيارة لمكتبة الدنيا، تلك التي تحتفظ بكل كتاب كتبه البشر، بأحداث وتفاصيل سردية تجعل من تلك الفصول رواية داخل الرواية.
تقترب تفاصيلها منك فتلمس شيئاً فيك، وتمس طبيعتك البشرية بكل ما فيها من خوف ووحشة وأسى ونعيم وانتظار وبحث وأمل، ويجبرك الصدق في قلم العتوم والدقة في وصفه حين يغوص في النفس البشرية بأن يسد الفراغ بين الخيال والواقع لتكون أنت البطل المعني في الرواية.
تسيطر عليك بين سطورها صعوبة الانتظار وثقله، وتسمع مع كل سطر فيها حديث النفس، وتعايش رهبة الإنسان ووحشته حين يكون وحيداً لا يملك سوى ذكرياته وأعماله.
في هذه الرواية أنت لا تنتظر الأحداث ولا تتوقع النهاية ولا تقرأ من أجل الإثارة والتشويق؛ لأنها رواية لتذوق اللغة ومراجعة التاريخ وإثراء الفكر ومذاكرة الشعر واستنطاق المخاوف واستنبات الخيال.
بقلم بتول وطفة
بقلم بتول وطفة